تم إعادة هيكلة الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في عام 2018 بدعم من وزارة الرياضة ليكون واحداً من أهداف برنامج “جودة الحياة” الرامية إلى رفع نسبة الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الرياضية بشكل منتظم في المملكة إلى 40% بحلول عام 2030
تزامنا مع احتفال المملكة العربية السعودية بذكرى مرور خمس سنوات على انطلاق مسيرة النمو والتحول والتطور في إطار رؤية 2030، جدّد الاتحاد السعودي للرياضة للجميع التزامه في تحقيق أهداف الرؤية والمساهمة في جعل المملكة منارة النشاط والصحة في العالم.
وتهدف رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في عام 2016 إلى تنويع الإقتصاد والحد من الإعتماد على النفط، وإحداث نقلة نوعية في المجتمع السعودي.
كما تسعى هذه الرؤية السعودية الطموحة أيضا إلى تحقيق ستة أهداف تتمثل بتعزيز فعالية الحكومة، وتعزيز حس المسؤولية الاجتماعية، وتنمية الاقتصاد وتنويعه، وزيادة فرص العمل، وتعزيز الهوية الوطنية، وتوفير حياة صحية ومرضِية للجميع، وذلك في سبيل بناء وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي نابض بالحياة.
ويعد برنامج جودة الحياة أحد أهم مستهدفات رؤية 2030، لاسيما أنه يعنى بتحسين جودة حياة سكان وزوار المملكة، ويسعى إلى تهيئة البيئة المناسبة لتطوير ودعم وتعزيز أنماط حياة إيجابية للجميع، والعمل على تمكين قطاعات الثقافة والتراث والرياضة والترفيه والسياحة وفتح آفاق جديدة لها.
وفي هذا الإطار، يلعب الإتحاد السعودي للرياضة للجميع الذي تم إعادة هيكلته في عام 2018، دوراً رئيسياً في تحقيق أهداف برنامج جودة الحياة، إذ يستهدف البرنامج زيادة نسبة الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة البدنية بشكل منتظم في المملكة إلى 40% بحلول عام 2030م، وهي المهمة ذاتها التي يعمل الاتحاد على تحقيقها عن طريق إطلاق المبادرات والفعاليات والبرامج لضمان توفير الفرص الرياضية أمام جميع الأفراد من مختلف الأعمار والقدرات والخلفيات من كلا الجنسين، ومساعدتهم على تبني نمط حياة أكثر صحة ونشاطاً، وتسهيل مشاركتهم في الانشطة البدنية وتشجيعهم على ممارستها بشكل منتظم.
هذه الجهود من قِبل الاتحاد اثمرت عن إقبال كثيف من جميع الأفراد في المملكة، إذ شارك أكثر من 350 ألف شخص في الفعاليات الافتراضية والميدانية التي أطلقها الاتحاد في عام 2020 فقط، وسط دعم كبير من وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية، وبالشراكة مع القطاعين العام والخاص، من بينهم وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، شركة نايكي، وبيبسيكو، ومنظمة الصحة العالمية، ومجموعة ماجد الفطيم، وغيرهم.
وفي هذا السياق قال رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود: “إن التقدم الذي شهدته رؤية 2030 في سنواتها الخمس الأولى هو دليل على التصميم والعزيمة والقدرة على التكيف لدى الأفراد في جميع أنحاء المملكة، وهي الخصال عينها التي تبناها المجتمع في رحلته نحو حياة أكثر صحة ورفاهية. إننا ملتزمون في اتحاد الرياضة للجميع بتوفير الدعم اللازم لتكون رحلة المجتمع نحو الحياة الصحية أكثر متعة وبما يتماشى مع دعم وزارة الرياضة من خلال برنامج “جودة الحياة”. كما أننا فخورون بأن نكون جزءًا من التحول الوطني الذي أحدثته رؤية 2030، ونتطلع إلى المزيد من النجاح المشترك في السنوات القادمة”.
وشكلت مبادرتي “معاً نتحرك” و”تحرك وإلعب” اللتان نظمهما إتحاد الرياضة للجميع العام الماضي علامة فارقة في مسيرة الإتحاد، حيث شارك أكثر من 8,750 شخصًا في التحديات الأربعة الاولى للمشي والجري ضمن مبادرة “معا نتحرك”. وينظم الإتحاد حالياً التحدي الخامس خلال شهر رمضان، والذي تمكن من تشجيع العديد من المشتركين على السير أو الركض لمئات الآف من الكيلومترات حتى الآن، على أن يتم التخطيط لسبعة تحديات اخرى هذا العام.
أما مبادرة “تحرك وإلعب” التي أطلقت بتعاون مشترك بين إتحاد الرياضة للجميع والاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في أبريل العام الماضي، والتي تجمع بين النشاط الرياضي في المنزل والألعاب الإلكترونية، فقد استقطب هذا التحدي أكثر من 151,000 شخص، من بينهم أكثر من خمسين مجموعة رياضية مجتمعية، و14 اتحادًا، في حين تمكن المشاركون في المبادرة من إنجاز أكثر من عشر مليارات خطوة ضمن تحديات المبادرة.
كما سطّر الإتحاد السعودي للرياضة للجميع قصص نجاح أخرى بفضل جهوده التي أثمرت عن تشكيل وإنشاء العديد من المجموعات الرياضية المجتمعية التي وصل عددها الى 451 مجموعة في نهاية عام 2020، بعدما اقتصر عددها في عام 2015 على خمسين مجموعة. وبذلك يكون الإتحاد قد ساهم في زيادة عدد المجموعات الرياضية في المملكة إلى ثمانية أضعاف منذ انطلاق رؤية 2030.
وفيما يتعلق بتمكين المرأة في المملكة، استطاعت رياضة كرة القدم النسائية أن تأخذ حيزا كبيراً وهاماً في مسيرة الإتحاد، وتمثل ذلك في إنشاء الفريق الأخضر السعودي النسائي، الذي حقق المركز الثاني في بطولة كأس العالم للأهداف العالمية (GGWCup) التي أقيمت في مدينة نيويورك في عام 2015، كما ساهم الاتحاد في إطلاق دوري كرة القدم المجتمعي للسيدات، حيث شهد الموسم الاول الذي أفتتح في المملكة في شهر ديسمبر الماضي، نهاية شيقة، بفوز “فريق التحدي” بكأس البطولة بعد تفوقه على 23 فريق آخر.
ولم تغب الأسرة عن سلم أولويات الإتحاد السعودي للرياضة للجميع، إذ نجح في إطلاق فعاليات يوم النشاط العائلي التي إستقطبت أكثر من 130 الف مشارك. وعمل الاتحاد أيضا على إطلاق فعاليات اخرى، كبطولة سباقات الدراجات في الخبر والرياض، والبطولة الوطنية للكريكيت، ومهرجان اللياقة للسيدات الذي تم بثه عبر الإنترنت لمدة ثلاثة أيام.
والجدير بالذكر، أن استراتيجية التحوّل الرقمي التي قادها الإتحاد السعودي للرياضة للجميع في قطاع الرياضة، شكلت محطة محورية في مهمته المتمثلة في تشجيع جميع أفراد المجتمع على المشاركة في الأنشطة البدنية بشكل منتظم، وخير مثال على ذلك، حملة “بيتك ناديك” التي اعتمدت على التقنية، ولجأت الى إطلاق التمارين والتحديات الرياضية عبر الانترنت لمساعدة الأفراد على الحفاظ على صحتهم وليقاتهم خلال فترة الحجر المنزلي التي أعقبت تفشي جائحة كورونا.
كذلك، استخدمت حملة “إبدأ الآن” التقنية لالهام الناس وحثهم على تحقيق أهداف اللياقة البدنية الخاصة بهم. ويعد تطبيق “الرياضة للجميع” مفتاحاً أساسياً لحملة “إبدأ الآن”، إذ أنه يتيح للمستخدمين إنشاء وتنظيم المجموعات الرياضية المجتمعية وإطلاق الفعاليات، ودعوة المستخدمين الى المشاركة فيها، والانضمام إلى التحديات الرياضية، بالإضافة إلى أنه يتيح للمستخدم تتبع لياقته البدنية.
ويتميز تطبيق “الرياضة للجميع” بتضمنه برنامج مكافآت الاتحاد، الذي يتيح لمستخدميه فرصة الفوز بجوائز ومكافآت من خلال جمع النقاط، وذلك عند ممارسة أنشطة رياضية على التطبيق.
يذكر، أن أولى مراحل نجاح الاتحاد في رحلته نحو التحوّل الرقمي تمثلت في إطلاق بوابة “حياة صحية” التي شكلت قاعدة بيانات غنية بالمواضيع التي تتعلق بالصحة والعافية، وجعلت كافة المعلومات الصحية في متناول الجميع.
بعد مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية المملكة 2030، يعتز الاتحاد السعودي للرياضة للجميع بالتأثير الذي أحدثه على صعيد الصحة واللياقة في المملكة، ويتعهد خلال السنوات المقبلة بعمل المزيد نحو إنجازات رؤية السعودية، عبر إحداث الأثر الإيجابي وبتحقيق المزيد من الانجازات التي تعود بالخير والمنفعة على الوطن، وذلك لجعل المملكة العربية السعودية مثالا يقتدى به، ومعيارا للصحة والنشاط في العالم.
مواضيع ذات صلة: الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) والاتحاد السعودي للرياضة للجميع يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الابتكار التقني والأنشطة الصحية